ولم
يصدق [أخوه]
أيضا رواية
المذبحة ولا كابوس القطار المحمل بالموتى...
ففي الليلة الفائتة
قرأ بيانا وطنيا استثنائيا يعلن
أن العمال قد انصاعوا للأمر بإخلاء المحطة
وتوجهوا إلى بيوتهم في مواكب مسالمة...
وحين
سأل العسكريون [السيد
براون]
متى
يمكنه تحديد موعد توقيع الاتفاق...
قام
بإيماءة تنم عن تشكك عميق وقال:
“سيكون
ذلك عند توقف المطر.
لأننا
سنوقف كل أنواع النشاطات ما دام هطوله
مستمرا"
…
والرواية
الرسمية التي كررتها
ولاكتها في البلاد بأسرها كل وسائل الإعلام
التي وجدتها الحكومة في متناول يدها،
انتهت إلى فرض نفسها:
لم يكن ثمة
موتى، والعمال
السعداء رجعوا إلى
أسرهم، وشركة الموز أوقفت أعمالها إلى
أن يتوقف المطر.
وقد
استمر العمل بالقانون العرفي تحسبا
للحاجة إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة لمواجهة
كارثة المطر المتواصل العامة.
لكن
القوات العسكرية
ظلت في مواقعها.
وفي
النهار كان الجنود
يمضون في سيول الشوارع...
ليلعبوا
مع الأطفال لعبة الغرق.
وفي
الليل بعد موعد
منع التجول يحطمون
الأبواب بأعقاب بنادقهم، ويخرجون المشبوهين
من فراشهم ويقتادونهم في رحلة لا رجوع
منها.
كانت
تلك عمليات البحث عن الأشرار والقتلة
ومشعلي الحرائق...
غير
أن العسكريين كانوا ينكرون ذلك ولا يعترفون
به لذوي ضحاياهم الذين يعج
بهم مكتب القادة طلبا للأخبار، فيصر
الضابط:
“من
المؤكد أن ما رأيتموه كان حلما.
ففي ماكوندو
لم يحدث ولا يحدث شيء،
ولن يحدث أي شيء أبدا.
إنها
قرية سعيدة".
ملحوظة:
النص
السابق مقتبس من رواية "مائة
عام من العزلة"
لجابرييل
جارسيا ماركيز.
أي
تشابه بينه وبين الحقيقة هو من قبيل الصدفة
المحضة.
No comments:
Post a Comment