من المثير للاهتمام رؤية التشابه بين التكتيكات التي طبقت في كلا من مصر و الولايات المتحدة هذا الأسبوع. المقال أدناه للصحفي المتميز جلين جرينوالد المعنون 'المكيدة الإرهابية الإيرانية "المخيفة جدا"' يسأل عن السبب الذي قد يدفع إيران لأن تصحو يوما ما لتقرر الإنخراط في هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية في الوقت الذي تستطيع فيه قتل مسؤلين سعوديين في أماكن أخرى، و يتعجب من عدم تقديم أي أدلة على تورط إيران في هذه التهم الخطيرة، في الوقت الذي يتهافت العديد في وسائل الإعلام (الغربية) على تقرير أن كل هذا حقيقة بينة. و يستنتج الكاتب:
"لو قررت إدارة أوباما غدا وجوب القيام بعمل عسكري ضد إيران كرد، فهل هناك شك أن أغلبيات كبيرة من الأمريكين -وأغلبيات كبيرة من الديمقراطيين- ستساند ذلك؟ مثلما قلت في مناقشة مقتل العولقي، الجانب "المخيف" الوحيد في كل هذا أن الحكومة الأمريكية لا تحتاج سوى الإشارة والنطق بكلمة "إرهابي" حتى يندفع حشود المواطنين للمطالبة، ليس بالإدلة، لكن بالدم."
في مصر، تسمر المصريون أمام التليفزيون الرسمي الأحد الماضي 9 أكتوبر لساعات يشاهدون فوضى و حرائق في قلب القاهرة و يستمعون للغة كراهية و أخبار مزعجة ثم نفي لها، فيما يبدو أنه فصل جديد في المسرحية الهادفة لإقناع المصريين أن ديكتاتور يحفظ لهم "الأمن" هو أفضل الخيارات.
أنا هنا لا ألمح لنظرية مؤامرة. لكن انتظر قليلا.. ألم تخرج علينا الحكومة المصرية متهمة "أصابع خفية داخلية و خارجية" بالوقوف وراء الأحداث؟ يبدو أن لكل متابع رأي في هوية "اليد" بينما يتفق الجميع على وجود "الأصابع". لكن يبدو أن ما يتجاهله الجميع هو ما سنفعله تجاه هذه "الأصابع" الخفية (حتى الآن).
من السهل التلاعب بالناس الشاعرين بالخوف. من السهل أن تجعلهم يتقبلون، بل يطالبون، باستمرار قانون الطوارئ. من السهل أن تجعلهم يتقبلون ضرورة الذهاب للحرب مع دولة لا تهدد أمنهم القومي. لا أشير هنا إلى إيران، ارجع بالذاكرة 8 سنوات للوراء. بل، بضعة آلاف في مشهد آخر في مصر:
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ...﴿٥٤﴾ الزخرف
القرآن عن فرعون. إنه تكتيك قديم حقا.
أترككم مع المقال
The “very scary” Iranian Terror plot
http://politics.salon.com/2011/10/12/the_very_scary_iranian_terror_plot/singleton/